17 أيلول تذكار القديسة صوفيا وبناتها «على درب القداسة
وُلِدت صوفيا في إيطاليا وتربّت وعاشت وثنيّة. ثمّ تزوّجت ورُزقت ثلاث بنات أمانة ورجاء ومحبّة.
وبعد أن ترمّلت صوفيا اهتدت بنعمة الله إلى الدّين المسيحيّ وأحسنت تربية بناتها على مخافة الله وتقواه. ثم جاءت بهنّ إلى روما حيث قبلت معهن سرّ العماد المقدّس. وما حلّت النّعمة في قلوبهنّ، حتّى أضرمتهنّ بنار الغيرة على نشر الإيمان بالمسيح، فأخذنَ يُبشّرنَ به الوثنيّين ويهدينّ منهم الكثيرين إلى الدّين الصّحيح، ولا سيّما النساء والبنات الوثنيّات.
فقبض عليهنَّ الملك أدريانوس، وأخذ يوبّخ صوفيا على مخالفتها أوامر الملوك ويُهدّدها بأشدّ العقوبات إن بقيت مُصرّة على عنادها. فلم تعبأ القدّيسة بتهديداته. فأمر بقطع رأس أمانة البكر وهي لا تتجاوز الثانية عشر من العمر، تخويفًا لأمّها ولأختيها الصغيرتين، فتدحرج رأسها أمام تلك الأمّ المسكينة وهي تشكر الله الذي تفضَّل وشرَّف ابنتها بنعمة الاستشهاد.
ولمّا رآهن ثابتات على عزمهنَّ، أمر بتعذيب الإبنة الثانية رجاء ولها من العمر عشر سنوات، وبعد أن عذّبوها عذابًاً وحشيًّا قطعوا رأسها فارتمى قرب رأس أختها. وبعد كلّ هذه الاعمال البربريّة، لم يُشفق ذلك الملك الظالم على الأمّ المفجوعة وابنتها الثالثة وهي في التّاسعة من عمرها، فأمر بطرحها في النّار فصانها الله من الحريق، فأمر بضرب عنقها.
أمّا أمهنَّ صوفيا أي الحكمة، فكان قلبها يتمزّق حزنًا وأسى، لكنّها كانت تتجلّد صابرةً على مُصابها، تشجع بناتها على احتمال العذاب والموت وتفرح بفوزهنَّ بإكليل الشّهادة، وقد أبقاها الملك حيّة بعدهنّ ليزيدها حزنًا وألمًا. ثمّ قطع رأسها فنالت إكليل الشّهادة عام 138. صلاتهنّ معنا. آمين.